روائع مختارة | قطوف إيمانية | نور من السنة | معالم التوحيد في دعوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ـ 8

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > نور من السنة > معالم التوحيد في دعوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ـ 8


  معالم التوحيد في دعوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ـ 8
     عدد مرات المشاهدة: 1416        عدد مرات الإرسال: 0

¤ مخالفة النبي صلى الله عليه وسلم لأعمال المشركين:

رابعاً= مخالفة المشركين في عدم إهلالهم بالعمرة في أشهر الحج:

كان المشركون لا يرون حل العمرة في أشهر الحج، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: والله ما أَعْمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة في ذي الحجة، إلا ليقطع بذلك أمر أهل الشرك، فإن هذا الحي من قريش ومن دان دينهم كانوا يقولون: إذا عفا الوبر، وبرأ الدبر، ودخل صفر، فقد حلت العمرة لمن إعتمر، فكانوا لا يحرمون بالعمرة حتى ينسلخ ذو الحجة والمحرم - سنن أبي داود كتاب المناسك باب العمرة (1987)، وحسنه الألباني.

وكذلك أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحابة بالتمتع لمن لم يسق الهدي منهم، أي أن يؤتوا بعمرة في أشهر الحج.

خامسا= مخالفة المشركين في عدم الوقوف بعرفة:

خالف النبي صلى الله عليه وسلم من فعل الكفار الذين كانوا لا يقفون بعرفة، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: الحُمْس هم الذين أنزل الله عز وجل فيهم: {ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاس} [البقرة:199]، قالت: كان الناس يفيضون من عرفات، وكان الحمس يفيضون من المزدلفة، يقولون: لا نفيض إلا من الحرم، فلما نزلت {ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاس} رجعوا إلى عرفات - صحيح مسلم كتاب الحج باب في الوقوف وقوله تعالى ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس 1219.

سادسا= مخالفة المشركين في صفة الإفاضة من عرفة ومزدلفة:

وخالف النبي صلى الله عليه وسلم فعل المشركين في الحج، حيث إنهم كانوا يفيضون من عرفة قبل المغيب، ومن مزدلفة بعد الشروق، فعن المسور بن مخرمة رضي الله عنهما قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفة، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: «أما بعد، فإن أهل الشرك والأوثان كانوا يدفعون من هاهنا عند غروب الشمس، حتى تكون الشمس على رؤوس الجبال مثل عمائم الرجال على رؤوسها، هَدْينا مخالفٌ هديهم، وكانوا يدفعون من المشعر الحرام عند طلوع الشمس على رؤوس الجبال مثل عمائم الرجال على رؤوسها، هَدْينا مخالفٌ لهديهم - سنن البيهقي الكبرى 5/125، المستدرك 2/ 304، وقال الحاكم صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي.

سابعا= مخالفة المشركين بدخولهم البيوت من ظهورها عند الإحرام:

قال تعالى: {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [البقرة:189]، وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: كانوا إذا أحرموا في الجاهلية أتَوْا البيت من ظهره، فأنزل الله: {وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا}    -صحيح البخاري كتاب التفسير باب قوله {وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون} 4512.

قال السعدي: وهذا كما كان الأنصار وغيرهم من العرب إذا أحرموا لم يدخلوا البيوت من أبوابها، تعبداً بذلك، وظناً أنه برٌ، فأخبر الله أنه ليس ببرٍ، لأن الله تعالى لم يشرعه لهم، وكل من تعبد بعبادة لم يشرعها الله ولا رسوله فهو متعبد ببدعة، وأمرهم أن يأتوا البيوت من أبوابها، لما فيه من السهولة عليهم، التي هي قاعدة من قواعد الشرع - تيسير الكريم الرحمن ص88.

الكاتب: د.عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي.

المصدر: موقع دعوة الأنبياء.